منتدى الابداع و التميز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الابداع و التميز

منتدى الابداع و التميز
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الحق و العنف : الجزء الاول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
mouchmabir1
منتدى الابداع و التميز
منتدى الابداع و التميز
mouchmabir1


عدد الرسائل : 785
نقاط التميز : 500
عارضة الطاقة :
الحق و العنف : الجزء الاول Left_bar_bleue100 / 100100 / 100الحق و العنف : الجزء الاول Right_bar_bleue

نقاط : 820
السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 24/09/2008

الحق و العنف : الجزء الاول Empty
مُساهمةموضوع: الحق و العنف : الجزء الاول   الحق و العنف : الجزء الاول I_icon_minitimeالأحد 09 نوفمبر 2008, 04:26

[center]الحــــــــــق و العنـــــــــــف


مقدمة عامة

لا يوجد مجتمع بشري يخلو من العنف أو من الحق بمعنى العلاقة التي
تنظم العلاقات الاجتماعية فيوجد بالتالي تلازم بين الحق و العنف. و موضوع
التفكير هو هذه العلاقة التي لا يمكن بمقتضاها التفكير في العنف دون
الرجوع بطريقة أو أخرى إلى الحق و كذلك لا يمكن التفكير في الحق دون
الرجوع إلى العنف.
علينا أن نتساءل عن طبيعة هذه العلاقة و عن محتواها و عن مختلف وجوهها الممكنة.
في مقاربة أولى يظهر الحق كنفي للعنف إذ أنه ينظم العلاقات بين الناس و
يفضّ المشاكل على نحو سلمي و من خصائص الحق كقاعدة أنه يأمر و ينهى و
يبيح. و من ناحية ثانية إذا نظرنا إلى العلاقة من جهة العنف نجد أن العنف
يستدعي تدخل الحق و بالتالي إن مبرر الحق هو العنف باعتبار أن العنف خرق
لقاعدة حقوقية أو هو على الأقل نفي لقيمة أخلاقية لكن ألا يمكن أن تصبح
هذه القاعدة الحقوقية هي ذاتها الأداة المفضلة للعنف في صورته الخفية بحيث
لا تكون العلاقة في هذه الحال علاقة تقابل بل إنما تكون علاقة تكامل حيث
يجد العنف في القاعدة أو الحق ما يبرره؟
لكن هذه الحالات التي ذكرناها لا تستنفذ كل الإمكانيات التي تتضمنها هذه
العلاقة إذ توجد بالفعل إمكانية ثالثة تتمثل في اللجوء إلى العنف لإثبات
حق تعذر إثباته بكل الوسائل الأخرى بحيث يغدو العنف أداة لفرض الاعتراف
بالحق.
و في الحقيقة إن مفهوما الحق و العنف يحيلان إلى شبكة من المفاهيم:
الإنسان و العقل و الطبيعة.و يرتبطان بتصورنا للسلطة السياسية و من ثم فإن
أي تحليل للعلاقة بينهما لا يكتسب معناه الحقيقي إلا حينما يتخذ من
العلاقة بين المجتمع و الدولة مجالا له. و إذا كان الأمر كذلك فإنه لا
يمكن تناول الحق و العنف باعتبارهما جوهرين ثابتين و أزليين رغم تبدل
الأشكال التي يتحقق من خلالها كل واحد منهما .
ينبغي إذن اعتبارهما كنتائج تاريخية ظهرت في التاريخ و تتغير في محتواها و
معناها و في هذه الحال يمكن النظر إلى العنف و الحق لا فقط من خلال
أشكالهما التاريخية بل كذلك بالنظر إلى مستقبلهما إذ يمكن التساؤل عن
إمكانية زوالهما بظهور مجتمعات تخلو فيها العلاقات الاجتماعية و السياسية
من العنف و من الحق على حد السواء.
إن ما يميز التفكير الفلسفي في هذه العلاقة بين الحق و العنف عن بقية
المقاربات الأخرى لها من قبل العلوم الإنسانية هو أنه يبحث في الأسس التي
يتجذر فيها كل من الحق و العنف فإلى أي أساس يمكن إرجاع الحق؟ هل إلى
الطبيعة العاقلة للإنسان أي إلى العقل أم نرجعه إلى مصدر يعلو على الإنسان
مثل الطبيعة أو الإله؟ إلى أي أساس نرجع العنف ؟ هل نرجعه إلى الطبيعة
الشريرة في الإنسان أم إلى قضاء محتوم من أصل ديني أم نرجعه إلى عدوانية
طبيعية أم نرجعه إلى العلاقات الخارجة عن الإنسان و هي العلاقات
الاقتصادية و السياسية؟
كيف يمكن الجمع بين الحق و العنف بالنظر إلى المصادر التي ينبع كل واحد منهما ؟
قبل تقديم مختلف الأطروحات حول وجوه العلاقة بين الحق و العنف و حول الأسس
التي يتجذر فيها كل منهما ينبغي التعرف على مظاهر العنف حتى نتمكن من
المكافحة بين المفهومين.



الكلمة بالفرنسية violence اشتقت من اليونانية Vis و تعني القوة. هل
يمكن انطلاقا من المعنى الاشتقاقي لكلمة العنف أن نماهي بينه و بين القوة ؟
توجد وجهتا نظر: و جهة أولى تقابل بينهما و وجهة ثانية تربط بينهما دون الخلط بينهما.
علاقة التقابل بين العنف و القوة :
يرى Gusdorf في "La Vertu de la force أن القوة هي علامة على قوة الشخصية
على الثقة في النفس،إنها إثبات للذات في حين أن العنف هو دليل على الضعف،
على ضعف الشخصية و على الهروب أمام الواقع و يتناول العنف و القوة بالنظر
إلى التكوين النفسي للشخصية و من ثم فإن العنف و القوة مقولتان نفسيتان.
أما اسبينوزا فإنه يقابل بين القوة و العنف ذلك أن القوة هي خاصية الكائن
العاقل الذي يملك معرفة بالعالم و يتحرر بفضل هذه المعرفة من الانفعالات
السلبية و يستبدلها بميولات إيجابية تعبر عن قوة شخصيته.
أما J. Freund فإنه يحلل التقابل بين العنف و القوة على المستوى السياسي:
فالقوة هي القوة العمومية التي تتصرف فيها السلطة السياسية أما العنف فإنه
يصدر عن الأفراد الذين يحتجون و يقفون ضد القوة العمومية. و يدافع J .
Freund عن الأطروحة التي مفادها :إن كل احتجاج على القوة العمومية يولد
العنف و يعتبر أن الاستدلال الذي يتخذ من تجاوزات السلطة ذريعة لمحاولة
إقصاء القوة استدلال خاطئ خطأ الاستدلال الذي يتخذ من الأخطاء التي
يرتكبها القضاة في أحكامهم ذريعة لرفض العدالة التي تسهر على تنظيم
المحاكم.
إن العنف يتقابل مع القوة و لكن J . Freund يعترف هو ذاته إن القوة هي في
المجال السياسي مجال الإكراه . و إذا كانت كل قوة هي أداة إكراه فكيف يمكن
أن نحتفظ بالتقابل بين القوة و العنف أليس الإكراه عنفا؟
يجيب J . Freund إن الإكراه هو التمظهر للقوة في حين أن الاضطهاد هو تمظهر
للعنف. مظاهر الإكراه ملازمة لكل مجتمع إنساني و لا يمكن التخلص منه. كيف
يمكن التمييز بين الاضطهاد و الإكراه؟ و ماهو المقياس الذي يسمح بهذا
التمييز ؟
يكتفي J . Freund صاحب هذه الأطروحة بالقول إن الإكراه ضروري لازم مهما
كان النظام الاجتماعي في حين أن الاضطهاد الذي يعبر عن العنف يعبر عن عجز
الفرد عن التأقلم و التكيف مع العلاقات السياسية التي ينخرط فيها فالعنف
إذن هو تعبير عن لاعقلانية.
لكن رفض التعارض بين القوة و العنف لا يعني أنهما متطابقان ذلك أن القوة و
العنف متميزان و مترابطان في نفس الوقت إذ يمكن أن توجد القوة دون أن يعني
وجودها مباشرة العنف و يتمثل العنف في وجه من الوجوه في استعمال القوة
لإكراه الآخر لنفي استقلاله الذاتي و هذا ما يمهد لتعريف العنف و نقترح
تعريف Ives Michaud: " هناك عنف عندما يهدم بصورة مباشرة أو غير مباشرة
دفعة واحدة أو تدريجيا أحد المتداخلين أو الكثير منهم الآخر أو ينالون من
حرمته الجسمية أو النفسية أو من مكتسباته أو من انتسابه المتنوع الثقافي
أو الرمزي ".
إذن لا يعني العنف فقط النيل من الحرمة الجسدية أو المعنوية للفرد إنما
يتضمن كذلك كمظهر من مظاهره النيل من الانتساب الرمزي الثقافي أي النيل من
المعتقدات و العادات و بهذا المعنى يكون منع الممارسات الدينية مظهر من
مظاهر العنف و منع استعمال العنف شكل من أشكال العنف و بإيجاز يتضمن العنف
بعدين اثنين كبيرين: البعد المادي و البعد المعنوي الرمزي.
ولكن صاحب هذا التعريف يعلق على تعريفه بأنه نسبي ذاتي ، ذلك أن إدراك
العنف يختلف من ثقافة إلى أخرى و من عصر إلى آخر إذ ما يظهر عنفا للبعض لا
يظهر كذلك للبعض الآخر إلا أنه بالإمكان التمييز بين إدراك العنف و تعريفه
على أساس أن التعريف يحدد الخصائص المميزة للعنف في حين أن الإدراك يلتقط
بعض مظاهر أو خصائص العنف في هذا الوضع أو ذاك و من ثم يمكن أن يكون
التعريف واحدا و الإدراك نسبيا و على هذا النحو لا يرى البعض الاضطهاد
الخفي و يرى البعض الآخر العنف الواضح المادي و قد يختفي العنف المعنوي
الرمزي عن الأنظار في حين أن علم الاجتماع و يمثله بورديو Bourdier يتحدث
عن عنف الخطاب المسيطر في المجتمع.
إن مظاهر العنف متعددة و معقدة منها ما هو واضح و منها ماهو خفي و إدراكها
يختلف بالفعل باختلاف سلم القيم الذي تستند إليه النظرة إلى العنف فما
يظهر في مجتمعات العالم الثالث على أنه أمر طبيعي و عادي يظهر للغربيين
على سبيل المثال على أنه مظهر من مظاهر العنف لكن تنوع إدراك العنف لا
يحول دون إمكانية تحديد تعريف موحد للعنف و يمكن أن نقدم كذلك المعنى
القديم للعنف كما يتنزل ضمن النظرة اليونانية إلى العالم فقبل أن يعني
العنف النيل من الحرية ومن الحرمة الجسدية أو المعنوية كان العنف يعني
إخلال في النظام أي أنه فوضى و الفوضى هي غياب النظام و لا تكون هناك فوضى
إلا بالرجوع إلى عالم منتظم حيث يحتل كل شيء مكانه و حيث تخضع كل الكائنات
لقوانين منتظمة قابلة للمعرفة و حيث كل شيء يجري في اتجاه تحقيق غايته
الطبيعية و يبدو العالم من خلال هذه النظرة منظم من قبل عقل الهي و ليس
بوسع الفرد أن يحقق ما يريده إلا إذا توافق مع هذا النظام و ذلك من خلال
فهمه.
و في أفق هذه النظرة إلى العالم ككسموس ككل منظّم يبدو العنف كخلل في
النظام الطبيعي و نجد هذا المعنى عند أرسطو الذي يميّز بين نوعين من
الحركة: الحركة الطبيعية التي تتجه فيها الأجسام نحو مكانها الطبيعي و
الحركة العنيفة التي تتجه فيها الأجسام في اتجاه معاكس لمكانها الطبيعي،
الحركة الطبيعية تنبع من مركز الأجسام ذاتها و من طبيعة الأجسام ذاتها في
حين أن الحركة العنيفة تنبع من فعل خارجي عن الأجسام كما يمكن أن يظهر
العنف في الإفراط بالرجوع إلى مقياس الحل الوسط الطبيعي و كلّما كانت هناك
زيادة أو نقصان كان هناك تجاوز للمقياس الطبيعي كان هناك عنف.
إن مثل هذا التصور للعنف ينبع من رؤية للعالم ككل و بما أن هذه الرؤية قد
اندثرت نتيجة التحولات العلمية و الفكرية و التاريخية فإن العنف بمعنى
اختلال النظام قد انتقل من المجال الطبيعي إلى المجال الاجتماعي و السياسي
حيث يظهر كل إخلال بالنظام كعنف و هذا ما يقصده جليان فروند J . Freund و
لكن النظام ذاته يمكن أن يكون بدوره مولدا للعنف و مظهرا من مظاهر تجسد
العنف.


I. تعريف العنف

[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحق و العنف : الجزء الاول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» برنامج iKlax Creator Pro البرنامج الاول في دمج الاصوات وتحرير الموسيقى
» التفكير الرياضي بين البداهة و تعدد مجالات الصدق الجزء 1
» التفكير الرياضي بين البداهة و تعدد مجالات الصدق- الجزء الثاني-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الابداع و التميز :: المنتديات الــعـــامــة :: المواد الأديبة :: الفلسفة-
انتقل الى: